متى نتعرّف على حقيقة الموت ؟
أذكر أول حالة وفاة في العائلة ، حين كنتُ في الخامسة من العمر ،
( أم جدتي رحمها الله ) ، أتذكر تساؤلاتي مع ابنة خالي نجاح : ماذا يعني الموت ؟
لم نفهم منه يومها سوا البكاء والكثير من النساء وان جدتي عائشة لن تعود :(
في المرحلة الابتدائية ، أتذكر صديقتي أفنان ، حين أخذ الموت والدتها ..
أتذكر أسئلتنا لها ، كيف ستكونين بدون أمك التي لن تعود ؟
أذكر أنها بدأت بالبكاء بعد زحام الأسئلة ، ف بكينا جميعاً رحيل أمها 💔
أتذكر ريمانا ابنة خالي التي لم تكمل السنة من العمر ،
وأذكر الكثير من الراحلين ، ففهمت معنى الرحيل من كلمة الموت
لم أحس حقاً بمرارته ، الا في الصف الخامس ، يوم أخذ الموت ( نجاح ) ابنة خالي ،
لم أبكِ موت أحدٍ من قبل ، إلا موت نجاح !
عرفتُ حقاً كيف تكون وحشة المكان ، أن تكون وحيداً مع الجماعة !
كرهتُ حينها يوم الأربعاء وجمعة العائلة في بيت جدي ، وكأن الجميع غرباء عنّي ، وكأنني لم أعرف منهم إلا نجاح ..
ويوم وفاة جدتي ، عرفتُ أن يموت شخصٌ يسكن في البيت ذاته ،
كيف كنتُ أجد نفسي في غرفتها أحادث الحائط عنها ،
أعبث بجهاز السكر ، وأنتظرها لأعطيها ابرة الانسولين !
والمحادثات التي أتخيلها معها كلما حدث أمرٌ ما أو طرأ شيء جديد !
والبكاء طويلاً على ( قعادتها ) كلما اشتقت لها ، وثوبٌ وحيد أحتفظ به تحت وسادتي ..
لكن ..!
لليوم لم أستطع التصالح مع الموت ، ومع كل أقوالهم انه معبر لحياةٍ أخرى ونعيم وراحة من كدر الحياة ،
ومع كل حديثٍ عن موت فلان أو فلانة ، أخاف ، أبكي ، وأدعو الله كثيراً بالمغفرة لي ولجميع موتانا وموتى المسلمين