الجمعة، 30 أغسطس 2013

خيبة




لنعطي أنفسنا حقها من البكاء عند الخيبات ، لكن لا نحرمها لبقية الدهر حقها من الفرح :)

الزمن لا يتوقف ، وعمرنا يمضي ، والخيبات شيء من حكايا الدهر .. 
لنكن أقوياء ، ونثق بأن الخيبة ، الحزن ، الفرح ، النجاح ، الألم ، المرض ، السعادة ، وغيرها 
كلها أمورٌ من عند الله ، وزعها بين البشر بعدله ، وأمرنا بالصبر والشكر :)

و ممن تكون هذه الخيبة ؟ 
ان كانت من صديقة ، من قريب ، أو ربما من الحب .. حتى من أنفسنا !
سنبكي ، نردد عبارات البؤس ، نحزن ، نثرثر كثيراً ربما .. قد نكتب الوجع والألم ،
ثم ماذا ؟
وماذا بعد الحزن والبكاء ؟ 
هل التفت لنا أحدٌ ما ؟ للأسف كنّا مجالاً لعاطفة الشفقة لا أكثر ،
الجميع مضى ونحن نبكي الحزن والخيبة .. وماذا بعد ؟
الأصدقاء سيرحلون ، يكتشفون صداقات جديدة وحياتهم تستمر ونحن نبكي 
الأقارب ، الأحبة .. الجميع سيمضي بعد الخيبات كأن شيئاً لم يكن ..
وماذا عنّا ؟ 
حسناً .. لا حل لدينا سوى تجاهلهم ، وأن نختار نحن أيضاً أن نمضي ،
أن نفرح ، نحقق النجاحات ، أن تستمر حياتنا بما نستحق من السعادة ..
وحتى لو كانت الخيبة من نفسي أنا ، هل ستنتظرني الحياة وأنا أبكي ؟
سأناقضني حينها وأكتب عن الفرح حتى أجده ، 
سأخبر العالم عن أنني سأحاول مرةً أخرى ، وسأكون !


الجمعة، 23 أغسطس 2013

تمرُّد ..


أخيراً أعلنت تمردها !
على العرف ، والعادة ، والقبيلة ..
أخيراً بعد ثلاثين سنة من الطاعة المبجّلة ، والانقياد التام ..

وما الذي كانت تتقنه ؟
منذ الصغر ، وبداية من عمر السنتان 
وهي تطيع الأوامر ..
ك طفلة ، كانت تركض فرحاً لتلبية الطلبات ،
وحتى بعمر  تمرّد الأطفال ، وعصيان المراهقة ،
لم تجازف يوماً وأعلنت العصيان ..

وفي عمر الحادية والعشرين ،
كانت لاتزال الطفلة المطيعة ،
فهي تنفذ كل ما يطلبه الأهل ، وتهتم لنظرة الناس ،
بل كانت تحاسب نفسها اذا لاحظت اختلاف نظرة جارتهم العجوز لها !
كأنها خلقت فقط لطاعتهم ! 

طيلة ثلاثين عاماً .. وهي مقيّدة بالتعاليم والتقاليد ، وكلام الناس ..

وماذا بعد ضياع ثلاثين سنة ؟
حسناً كانت الفرصة للسفر بعيداً .. ووحيدة ،
الابتعاث !
الوسيلة الوحيدة للهرب بعيداً ، وبعيداً جداً 
عن الأهل والأوامر التي لا تنتهي ..
عن القبيلة وتعاليمها المهترئة ..
وعن جارتها العجوز الشامتة ..

بعد السفر ، رغم سيل الاعتراضات ،
ثارت القبيلة ، وغضب الجميع ، واعتبروها نكرة ما بينهم 
حتى والدها ، اتصل بها ، وبعد سيل من الشتائم ، صرخ بها : إياك والعودة !

لا أحد هناك ، ولا أحد ينتظر منها العودة ،
كانوا يعتقدون أنها ستندم بقية العمر ، ستبكي ، وترتجي منهم الغفران ،
لكن بالنسبة لها ، كان تمردها الأول ، وعصيانها الأول ، 
لذلك أخيراً .. قليلٌ من الحريّة .. قليلٌ من الحياة :)