أخيراً أعلنت تمردها !
على العرف ، والعادة ، والقبيلة ..
أخيراً بعد ثلاثين سنة من الطاعة المبجّلة ، والانقياد التام ..
وما الذي كانت تتقنه ؟
منذ الصغر ، وبداية من عمر السنتان
وهي تطيع الأوامر ..
ك طفلة ، كانت تركض فرحاً لتلبية الطلبات ،
وحتى بعمر تمرّد الأطفال ، وعصيان المراهقة ،
لم تجازف يوماً وأعلنت العصيان ..
وفي عمر الحادية والعشرين ،
كانت لاتزال الطفلة المطيعة ،
فهي تنفذ كل ما يطلبه الأهل ، وتهتم لنظرة الناس ،
بل كانت تحاسب نفسها اذا لاحظت اختلاف نظرة جارتهم العجوز لها !
كأنها خلقت فقط لطاعتهم !
طيلة ثلاثين عاماً .. وهي مقيّدة بالتعاليم والتقاليد ، وكلام الناس ..
وماذا بعد ضياع ثلاثين سنة ؟
حسناً كانت الفرصة للسفر بعيداً .. ووحيدة ،
الابتعاث !
الوسيلة الوحيدة للهرب بعيداً ، وبعيداً جداً
عن الأهل والأوامر التي لا تنتهي ..
عن القبيلة وتعاليمها المهترئة ..
وعن جارتها العجوز الشامتة ..
بعد السفر ، رغم سيل الاعتراضات ،
ثارت القبيلة ، وغضب الجميع ، واعتبروها نكرة ما بينهم
حتى والدها ، اتصل بها ، وبعد سيل من الشتائم ، صرخ بها : إياك والعودة !
لا أحد هناك ، ولا أحد ينتظر منها العودة ،
كانوا يعتقدون أنها ستندم بقية العمر ، ستبكي ، وترتجي منهم الغفران ،
لكن بالنسبة لها ، كان تمردها الأول ، وعصيانها الأول ،
لذلك أخيراً .. قليلٌ من الحريّة .. قليلٌ من الحياة :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق