الجمعة، 29 يونيو 2012

غربة روحٍ ، ووطن !





(1)
واخيراً .. ها أنا أكتب لك من غربتي ..
لازال يومي الأول ، ولازلت أفتقدك !

اطمئني عزيزتي ،
شقتي قريبة جدا من المعهد ، 
الأجواء دافئة جداً ،
كما أن الجيران لم يظهروا أي عدوانية ،

ما أخباركِ أنتِ ؟



(2)
وأخيراً مرت الأسبوعان ،
غداً ستبدأ دروس المعهد ،
خائفة قليلا ، 
أتذكرين شعوري في أول يوم في المدرسة ؟؟
أتمنى لو كنت بقربي ، 
حتى يطمئن قلبي ..
حسناً لا عليك ، 
دعيني أخبركِ عن جارتنا العجوز ،
تشبه جدتي كثيرا ، حتى عكازها تشبه عكاز جدتي !
كم أتمنى أن تقابليها ،

يبدو بأنني لازلتُ أفتقدك وبشدة !
طمئنيني عن أخباركِ ؟



(3)
اليك آخر أخباري :
الدراسة هنا صعبة جداً جداً !!
ومعلمتنا سيدة غليظة تكره ذو الجنسيات المختلفة !!
ومشاكل اللغة هي أكبر عقبة !!
أيضاً ، لا أحد هنا يحب التعاون !!
جميعهم أنانيون ...
أخباري الجيدة ،
لقد مر شهر ونصف لم أكتب لكِ فيه !
أتتوققعين أن نوبة الهوس كما يسمونها قد انتهت ؟؟
ههه ، من الجنون أن أسألك سؤالاً كهذا ، أعلم !

حسناً ، جارتنا العجوز تتمنى لو تقابلكِ ، 
هههه هي حقاً لا تفهمني أبداً !
لكنني أحبها ، وأحب حنانها كثيراً
بالمناسبة ، لقد اشتريت اليوم قطةً صغيرة ،
نصحني الطبيب هنا أن أشغل يومي بالاهتمام بها !
نصيحة مجنونة تماما !
لا أدري لم قال عني الأطباء أنني على حافة الجنون ، 
ونصائحهم مجنونة كهذه !
من برأيك المجنون ؟؟
أعترف ، لازلتِ أفتقدك كأول يوم رحلت فيه عني !
أحبكِ 

ملاحظة : تجدين صورتي وصورة قطتي مرفقة مع الرسالة .



(4)
سأخبركِ بسر ،
ابنتكِ وقعت في الحب !
ههههه ، 
ليست نوبة من الجنون اطمأني ،

اليك أسئلة راودتني وعرفت أني أحب :
اذا احترقت وجنتاي عند الحديث مع شخص ما ؟
اذا سمعت صوته وبدأت بالتلعثم في حديثي ؟
اذا ناداني باسم مختصر لاسمي ؟
اذا أهداني وردة حمراء ؟ ( اكتشفت أنها أول وردة تهدى إلي ! )
إذا دعاني أخيرا للعشاء في أحد المطاعم ؟

أمي ، ابنتكِ تُحب !
ألن ينبض قلبكِ لأجلها فرحاً ؟!
آآه تذكرت ، أراد أن يقابلك ، فالتزمت الصمت !
صدقيني لازلت أنكر ما قالوه لي عن رحيلك ولازلتُ أنتظر !



(5)
14 فبراير 
عيد الحب هنا رآآآئع !
خصوصا مع من تحبين ..!
أمي ، ليتك تعلمين كم أحبه !



(6)
تقول رفيقاتي في المعهد ، 
وأخيرا جاء شهر مارس !
يقولون ، لاندري ماذا نهديها ؟
يقولون أن آخر الشهر سيكون عيدا للأم !

ألن تعودي كي نحتفل بعيدهم هذا ؟!

أحس بغصة كلما اقترب آخر الشهر !
أرجوووك لا تنسي الموعد
21 من شهر مارس ، كوني هنا !
عودي لابنتك أرجووووك !



(7)
لقد قررت منذ آخر رسالة ألا أرسل لكِ !
أثبتي لي جيداً معنى رحيلك !

لكن ، 
مع شهر أكتوبر بدأ البرد يتسلل إلي ،
والآن في شهر ديسمبر البرد لا يطاق !
ونتائجي في المعهد سيئة جداً (أشك بقدرتي على الاستمرار )
جارتي العجوز توفت في الشهر الماضي ،
أما حبيبي الذي حدثتك عنه ، فـ والدته تنبذ أصحاب الجنسيات المختلفة !

أحمقٌ هو حين خذلني ، وأخذ مني آخر فرصةٍ للبقآء !!
أحس بأنني أعيش في الجحيم !

يقولون بأن ليلة رأس السنة يجب أن تكون مميزة جدا !
لذلك ، سأجعلها ليلة النهاية !

أتعلمين لقد جهزت نار المدفأة ،
وبعد قليل سألقي برسالتي هذه مع بقية رسائلي التي لن تصل لك في النار ،
لعلني سأجد القليل من الدفء !!

آآه ،
قطرات الدم تغرق الرسالة !
لا تخافي ، مجرد جرح عميق في معصمي 
يقولون بأنها أفضل طريقة للوصول لعالمك !
لذلك ، انتظريني ، فالليلة سألحق بك !

أحبكِ أمي ، ولا معنى لوجودي في هذه الدنيا بدونك !


ابنتكِ المخلصة ...
______________________________

لِـ وِدَآد ..*
في محاولةٍ لكتابةِ قصّة :)

هناك تعليق واحد:

  1. غير معرفيوليو 02, 2012

    رائعة بحق ..
    كانت قصيرة لكن خيالي سرح ليعيش كل ثانية فيها ..
    إحساس عميق تسلل إلى قلبي لا أدري ماهو ..
    لكن ما أعلمه أنني عشت ذلك الإحساس ..

    ردحذف