(1)
واخيراً .. ها أنا أكتب لك من غربتي ..
لازال يومي الأول ، ولازلت أفتقدك !
اطمئني عزيزتي ،
شقتي قريبة جدا من المعهد ،
الأجواء دافئة جداً ،
كما أن الجيران لم يظهروا أي عدوانية ،
ما أخباركِ أنتِ ؟
(2)
وأخيراً مرت الأسبوعان ،
غداً ستبدأ دروس المعهد ،
خائفة قليلا ،
أتذكرين شعوري في أول يوم في المدرسة ؟؟
أتمنى لو كنت بقربي ،
حتى يطمئن قلبي ..
حسناً لا عليك ،
دعيني أخبركِ عن جارتنا العجوز ،
تشبه جدتي كثيرا ، حتى عكازها تشبه عكاز جدتي !
كم أتمنى أن تقابليها ،
يبدو بأنني لازلتُ أفتقدك وبشدة !
طمئنيني عن أخباركِ ؟
(3)
اليك آخر أخباري :
الدراسة هنا صعبة جداً جداً !!
ومعلمتنا سيدة غليظة تكره ذو الجنسيات المختلفة !!
ومشاكل اللغة هي أكبر عقبة !!
أيضاً ، لا أحد هنا يحب التعاون !!
جميعهم أنانيون ...
أخباري الجيدة ،
لقد مر شهر ونصف لم أكتب لكِ فيه !
أتتوققعين أن نوبة الهوس كما يسمونها قد انتهت ؟؟
ههه ، من الجنون أن أسألك سؤالاً كهذا ، أعلم !
حسناً ، جارتنا العجوز تتمنى لو تقابلكِ ،
هههه هي حقاً لا تفهمني أبداً !
لكنني أحبها ، وأحب حنانها كثيراً
بالمناسبة ، لقد اشتريت اليوم قطةً صغيرة ،
نصحني الطبيب هنا أن أشغل يومي بالاهتمام بها !
نصيحة مجنونة تماما !
لا أدري لم قال عني الأطباء أنني على حافة الجنون ،
ونصائحهم مجنونة كهذه !
من برأيك المجنون ؟؟
أعترف ، لازلتِ أفتقدك كأول يوم رحلت فيه عني !
أحبكِ
ملاحظة : تجدين صورتي وصورة قطتي مرفقة مع الرسالة .
(4)
سأخبركِ بسر ،
ابنتكِ وقعت في الحب !
ههههه ،
ليست نوبة من الجنون اطمأني ،
اليك أسئلة راودتني وعرفت أني أحب :
اذا احترقت وجنتاي عند الحديث مع شخص ما ؟
اذا سمعت صوته وبدأت بالتلعثم في حديثي ؟
اذا ناداني باسم مختصر لاسمي ؟
اذا أهداني وردة حمراء ؟ ( اكتشفت أنها أول وردة تهدى إلي ! )
إذا دعاني أخيرا للعشاء في أحد المطاعم ؟
أمي ، ابنتكِ تُحب !
ألن ينبض قلبكِ لأجلها فرحاً ؟!
آآه تذكرت ، أراد أن يقابلك ، فالتزمت الصمت !
صدقيني لازلت أنكر ما قالوه لي عن رحيلك ولازلتُ أنتظر !
(5)
14 فبراير
عيد الحب هنا رآآآئع !
خصوصا مع من تحبين ..!
أمي ، ليتك تعلمين كم أحبه !
(6)
تقول رفيقاتي في المعهد ،
وأخيرا جاء شهر مارس !
يقولون ، لاندري ماذا نهديها ؟
يقولون أن آخر الشهر سيكون عيدا للأم !
ألن تعودي كي نحتفل بعيدهم هذا ؟!
أحس بغصة كلما اقترب آخر الشهر !
أرجوووك لا تنسي الموعد
21 من شهر مارس ، كوني هنا !
عودي لابنتك أرجووووك !
(7)
لقد قررت منذ آخر رسالة ألا أرسل لكِ !
أثبتي لي جيداً معنى رحيلك !
لكن ،
مع شهر أكتوبر بدأ البرد يتسلل إلي ،
والآن في شهر ديسمبر البرد لا يطاق !
ونتائجي في المعهد سيئة جداً (أشك بقدرتي على الاستمرار )
جارتي العجوز توفت في الشهر الماضي ،
أما حبيبي الذي حدثتك عنه ، فـ والدته تنبذ أصحاب الجنسيات المختلفة !
أحمقٌ هو حين خذلني ، وأخذ مني آخر فرصةٍ للبقآء !!
أحس بأنني أعيش في الجحيم !
يقولون بأن ليلة رأس السنة يجب أن تكون مميزة جدا !
لذلك ، سأجعلها ليلة النهاية !
أتعلمين لقد جهزت نار المدفأة ،
وبعد قليل سألقي برسالتي هذه مع بقية رسائلي التي لن تصل لك في النار ،
لعلني سأجد القليل من الدفء !!
آآه ،
قطرات الدم تغرق الرسالة !
لا تخافي ، مجرد جرح عميق في معصمي
يقولون بأنها أفضل طريقة للوصول لعالمك !
لذلك ، انتظريني ، فالليلة سألحق بك !
أحبكِ أمي ، ولا معنى لوجودي في هذه الدنيا بدونك !
ابنتكِ المخلصة ...
______________________________
في محاولةٍ لكتابةِ قصّة :)
رائعة بحق ..
ردحذفكانت قصيرة لكن خيالي سرح ليعيش كل ثانية فيها ..
إحساس عميق تسلل إلى قلبي لا أدري ماهو ..
لكن ما أعلمه أنني عشت ذلك الإحساس ..