الاثنين، 9 ديسمبر 2013

قصة قصيرة: حلم



)
- ولمَ لا تُجرب ؟
"تعرفُ أني لا أستطيع !"
- وتعرفُ أنك تكذب 
"حسناً تعرُف أنني لا أريد ، لا أريده فحسب !"
- وتعرفُ أيضاً أنك تكذب ، صدقني أنت تخآف ! تخاف أن لا تكون ..
- تذكّر جيداً ، لن تكون شيئاً مالم تحاول ...

(٢)
مضى وقتٌ طويل ، لكن المحادثة الأخيرة قبل سنوات لم تُنسى ،
كانت البداية ، أو الحقيقة عن نفسه التي حاول جاهداً إنكارها ،
كان يخافُ من خوفه ، من يأسه ، من انهزامه واستسلامه ، ويخاف أن يعترف بهذا !
لكن .. الكلمة الأخيرة : ( لن تكون شيئاً مالم تحاول ) حرّكت بداخله الكثير ،
واهتز لأجلها شيءٌ في أعماقه ، يومها أخذ عهداً على نفسه ، 
لن أسمح لخوفي أن يحرمني من الحُلم ، حلم الجائزة ..

(٣)
توالت الأيام من بعدها ، زاد رصيده من الانجازات ، 
حقق مالم يحلُم يوماً بالوصول إليه ،
تذكّر حين كان خائفاً من أن يكون أو لا يكون ، 
ورغم أن ما توصل له للآن هو عمرٌ حافل ، لكن شيءٌ بداخله لم يهدأ بعد ،
ليس هذا هو الحد الذي أريد الوصول إليه ،
وليس هذا فقط ما أريد أن أكونه ..
عاد لأوراق البحث الأخير ، يعلم جيداً أن تلك الجائزة ستكون من نصيبه هذه المرة ،
وأن أمالاً أخرى سوف يبعثُها هذا البحث ونتائجه لأناسٍ استسلموا لليأس ، وانتظروا الموت بهدوء !
هذه المرة ، سوف يكون ، تماماً كما كان يحلُم منذ الصغر ..
وسيحيي آمالاً أخرى في قلوب الكثير ، كما حدث له منذ زمن ..

(٤)
وأخيراً هاهو ذا يتلقى تلك الرسالة التي انتظرها منذ شهور ، 
هذه المرة هي الاختبار الحقيقي بالنسبة له : ( يكون أو لا يكون )
تذكّر تلك المحادثة القديمة ، تذكر عمراً من الانجاز ، تذكّر أياماً من العمل ، 
تخيّل الكثير والكثير ، كل ذلك في ثوانٍ استغرقها لفتح الرسالة !

كما أراد وتمنى ، وكحلم لا يغادره ، أصبح الحلم واقعاً ، 
وكانت الرسالة محملةً بالبشائر والفرح ، وبعمرٍ جديد ، ف اليوم هو حقاً ( يكون )

من قال أن الأحلام لا تتحقق ؟
فقط سؤالٌ بسيط : هل تريد أن تكون كما تحلم ؟
لا تخشى الاجابة يا صديقي ، فبعد اجابتك ، سوف تكون ...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق