منذ اليوم الأول لنا في قسم الجراحة كأطباء امتياز، ومريضنا العم عبدالباري يرافقنا،
حين رافقت الطبيبة المقيمة في جولتها على حالاتها، قالت لي ابدأي بالفحص..
كان أول مريض أبدأ بفحصه، حتى قبل أن أفحص حالتي المسؤلة عنها،
- يا عم كيف صحتك اليوم؟
- الحمد لله ، أنا منيح، صحتي منيحة، الحمدلله
- ممكن تاخذ نفس يا عم؟
*ارتبكت حينها، رغم انه لم يطلب مني الا مجرد الاستماع لتنفسه،
ربما ارتباك البدايات ..
لم يتذمر ، لم يسخر أيضا من ارتباكي، بالعكس بكل لطف :
- الله يوفقك يا بنتي، نسيتي تسمعي من ظهري كمان .
- آسفة يا عم ما كان ابغى اتعبك، تمام اجلس وباكمل لك الفحص
- مافي تعب يا بنتي، صرت اقدر اجلس وامشي كمان، الحمدلله
*بعد ان انتهيت قلت له بأن صوت تنفسه طبيعي ولا مشكلة به، رد :
- الحمدلله يا بنتي، أنا ما كنت قادر آخذ نفس صغير، والآن باقدر اخذ نفس طويييل وعميق، الحمدلله الصحة والعافية من الله، الحمدلله
في الجولات المتكررة، كنا نجد بأنه لا يشتكي من أي شيء، رغم انه قد يمر بألم، الصديد استمر، حين نسأله لمَ لا يخبرنا، يقول :
- أنا احسن من أمس، ليش اشتكي؟ الحمدلله أنا منيح، باقدر اصلي الحمدلله هذا ما اريده.. دايما الحمدلله .
اليوم توفي مريضنا العم عبد الباري، سأذكر دائماً كلمة الحمدلله حين يرددها بكل اطمئنان لما يكتبه الله له، رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته 💔
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق