الخميس، 15 ديسمبر 2016

هلوسة - قصة قصيرة



12:05 a.m.
بعيون تحدق في الظلام، أنتظر النوم ..
تأخذني أفكار ما قبل النوم لكل شيء، ولا أنام
دقات ثواني الساعة تخبرني بأن هذه الليلة للأرق ..
لطالما قال والدي: هذه الساعة المزعجة هي بالتأكيد أول أسباب الأرق!
لكنها هدية، غالية على قلبي جدا، لذلك لا لستُ منزعجة منها ..
يختفي صوتها، يختفي صوت التكييف، يختفي النور من أسفل الباب
هل انتصرت على الأرق وغفوت؟


12:15 a.m.
يقفز قلبي فجأة لأعلى رأسي، أفتح عيني فزعة مما رأيت!
لقد كان الشعور حقيقياً ! كنت على سطح المنزل، اضاءة الشارع الصفراء تبدو بعيدة
الهواء البارد أحسستُ بهِ واقعاً، عبرت سيارتان قبل أن أغمض عيني وأقفز
أحس بنبض قلبي يتضخم داخل جمجمتي .. حسناً ملابسي مبللة ومتسخة بالتراب،
هل سقطتُ على البركة أسفل الجدار؟
يعودُ الظلام في غرفتي، وتختفي الأصوات مجدداً، وأغفو ...


12:30 a.m.
صوتٌ يصرخ بكل قوته في أذني: ودااااد اصحي!
أفتحُ عيني فزعة، أتأمل ظلام الغرفة حولي، ولا أحد ..
أحس فجأة بأنني أتضاءل حجماً .. دولاب غرفتي أصبح يكبر ويعلو
المكتب يبدو أكبر مماهو عليه، وبعيييد جداً
سريري أصبح يكبُر شيئاً فشيء، وأضيع أنا في المنتصف،
أحاول النهوض ، أتشبث بأطرافه لأرفع نفسي، لكن يداي لا تصل!
السقفُ يرتفع عاليا.. كل شيء يكبر ويبتعد، 
أحس بنفسي تتضاءل، أحاول عبثاً النهوض من مكاني والوقوف
ولكن احس بأنني في اللامكان، يعود الظلام، وتختفي الأصوات .. وأغفو ..


12:45 a.m.
عيناي تحدق في الفراغ، أحاول جاهدةً التنفس، لكن أحس بيد كبيرة تخنقني،
أحاول أن أصرخ ولكن لا فائدة تذكر ، حاولت تحريك أطرافي ولم أستطع ..
بكيتُ .. بكائي أيضاً كان مجرد شهقات متتالية، تخلو من الأكسجين ..
عيني لا تزال تحدق في الفراغ، بدأت أطرافي تتجمد، أو هكذا شعرتُ بها ..
حاولت بكل الطرق أن أتنفس، بلا جدوى، كانت هناك قوة ما تمنعني من ذلك ..
أظلمت الدنيا في عيني، ولم أعد أشعر بأي شيء !


12:55 a.m.
لا شيء غريب هذه المرة، وهذا هو الغريب !
رفعت شاشة الجوال لأنظر للساعة، واذا بالجوال يهرب من يدي!
بطريقة او بأخرى اجتمعت كل الأجهزة التي تحيط بي
الايباد، الجوال، اللابتوب، حتى ساعة ابل، اجهزتي القديمة ايضا
كانت تاخذ نفسها لاعلى رفوف المكتبة، وتُسقط نفسها!
وجدت لنفسها بركة من الماء وأسقطت نفسها فيها..
هدأ ازعاجها، اعدتُ رفع شاشة الجوال .. أكانت فقط خمسون دقيقة؟


1:10 a.m.
تهزني أمي برفق، وداد حبيبتي تسمعيني؟
أنظر لها قبل أن تضمني بقوة: خفت عليك، حرارتك مرتفعة مرة
خذي هالمسكن، اشربيه ونامي حبيبتي 
أبكي: ماما خليكِ جنبي الليلة ..
تضمني وتقرأ علي المعوذات ، تنام معي هذه الليلة ، وأنام أخيراً 
هزمت أمي الأرق ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق