كنتُ اليوم في حضرة الموت ، والصراع بين الحياة او الوفاة !
بدايةً سمعتُ الاعلان ( قسم الباطنة - رجال ) ، هل أدخل الغرفة ؟
بصدق .. كنتُ خائفة ! وصديقتي كذلك ! ترددنا قليلاً ، في النهاية شجعنا بعضنا وذهبنا للمشاهدة ..
دخلتُ الغرفة وسكنتني الرعشة حين فكّرت : ( ملك الموت قد يكون هنا بيننا الآن ! )
بصعوبة أمسكتُ دمعة الخوف ، اقتربتُ أكثر لأشاهد عملية الانعاش بشكل أوضح ،
ولأراقب تصرفات الفريق المُسعِف أيضاً ..
ما أثار استغرابي حالة الـ ( روقان ع الآخر ) التي كان المُقيمين يتعاملون بها في تلك الأثناء ..
- أعلمُ أن الخوف والارتباك لا يفيدان بالطبع في الحالات الطارئة -
تجاهلتُ ما قاله الآخر : لسى طالبات وتحضروا انعاش ! فين تحصلون زي كذا ؟
هل لك فضلاً أن تهتم فقط بالمريض -_- !
حين رأيتُ المرافق ، خوفه وجمود تعابير وجهه ، وجدتني أدعي له من كل قلبي :
يارب يارب يارب الطُف بحال عبدك ، وبحال أحبائه وأقربائه ، الأعمار بيدك يارب الطُف به ، يا لطيف يا كريم يارب
بعد دقائق ونحن نراقب على أعصابنا ، دقائق وأنا في خوفٍ من حضور الموت .. عاد النبض للمريض والحمدُ لله ❤️
----
كان أول يومٍ أعرف فيه معنى / code blue حين كنتُ في السنة التحضيرية ،
تخيل أن تكون مسؤولاً عن انعاش قلب أقرب الأقرباء لك !
يومها سكنني الخوف من الطب حين يقف ضد الموت !
اذكر أنني كتبتُ عن خوفي يومها ، كنتُ أخاف المشرحة ، قارنت بين الخوف من الجثث وبين الخوف من حدث الموت نفسه ،
فبدأتُ أعتاد وأتقبّل الأولى .. وبقي خوفي من الثانية ..
----
لازلتُ أفكر في تصرفات الأطباء .. هل اعتادوا حضور الموت ؟
صحيح أنني دائماً ما أقولُ لزميلاتي : أتمنى أن أحضر ذات مرة عملية الانعاش ..
لكن رغبتي هذه هو أنني أريدُ مواجهة أكبر مخاوفي من الطب .. وقوفي مع ملك الموت في غرفة واحدة !
هي التجربة الأولى ، و نعم لازلتُ أخاف ..
----
{ وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا }
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق